الطفل والعائلة
الصرع مرض عضوي مزمن يصيب الإنسان في مرحلة من مراحل عمره ، وقد يستمر معه لسنوات عديدة ، وكأي مرض مزمن يؤثر على مجرى حياة الطفل اليومية ، والعائلة تتحمل الكثير من الضغوط والمشاكل النفسية والجسمية والاجتماعية للتعايش مع المرض في سبيل تنشئة الطفل بطريقة سليمة، ومن أهم هذه المشاكل :
" استمرارية العلاج تضع جهداً يومياً على الوالدين في المتابعة والملاحظة.
" المراجعة المستمرة للمستشفى تؤثر على برنامج الحياة اليومي للعائلة
" حصول النوبة التشنجية يربك من يهتم بالطفل في المنزل والمدرسة
" مفاهيم المجتمع عن الصرع قد تؤدي إلى انعزال العائلة عن المجتمع المحيط بهم
" عدم تفهم الوالدين لحالة الطفل قد تؤدي للحماية الزائدة
" طريقة تعاملهم مع الطفل قد تنعكس سلباً أو إيجابا على الطفل
" تأثيرات المرض النفسية على الطفل والعائلة
" من هنا نركز على أهمية معرفة العائلة لحالة طفلهم وكيفية التعامل معه ومع المجتمع من حوله للتقليل من تبعات الحالة المرضية والنفسية.
الصــــــــــــــــــــدمـــــــــة:
كم هي مؤلمة تلك اللحظات التي يتلقى فيها الوالدين الخبر بأن طفلهم مصاب بالصرع، ينزل الخبر عليهم كصخرة كبيرة وتأخذهم الصدمة بعيداً، وتتطاير الأفكار هنا وهناك ، جميع العواطف يمكن توقعها وهو رد فعل طبيعي لدى الجميع ، من الغضب إلى الحزن والإحساس بالذنب ، الخجل واليأس ، وحتى عدم تقبل الحقيقة ، تجول الأسئلة في خواطر الوالدين :
" لماذا نحن؟
" ما هي الأسباب ؟
" هل كان بالإمكان منع حدوثه ؟
" ما هو مستقبله ؟
" ماذا نستطيع أن نعمله له ؟
" هل من علاج ؟
في لحظة الصدمة قد يسيطر على الوالدين أو أحدهما شعور خاص، شعور سلبي يكون عقبة في الطريق إلى تقبل حالة الطفل أو الطفل نفسه ، ومرحلة الصدمة مرحلة طبيعية تصيب الجميع، ولكن مع وقوف الوالدين كلاً يشد أزر الآخر ، والإيمان بالله ومساعدة الطاقم الطبي المتمرس ، ومعرفة الحالة المرضية للطفل ، كل ذلك سيقلل من شدة الصدمة ومن ثم التقليل من تبعاتها
ما هو دور الطاقم العلاجي ؟
الطاقم العلاجي ( الطبيب، التمريض ، التثقيف الصحي ، المعالج النفسي ) لهم دور كبير في توعية الوالدين عن حالة طفلهم ، وطريقة التعامل معه ، كما وصف الأدوية العلاجية، تلك النقاط نوجزها كما يلي:
" نقل الخبر للوالدين بطريقة علمية
" تزويد الوالدين بالمنشورات والكتيبات الخاصة عن الصرع
" توعية الوالدين لأهمية الرعاية النفسية للطفل.
" استخدام الأدوية في مواعيدها.
" المتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج
" التشجيع على قيام الطفل بالنشاطات والألعاب.
" قيام العائلة بالنزهات والزيارات وعدم احتساب الطفل عبئاً عليهم.
" عدم جعله محور الحديث مع الأصدقاء أو جعله نقطة شفقة.
" توعية المجتمع لأهمية رعاية المصابين بالصرع وعدم نبذهم أو اعتبارهم حالة شفقة.
" الحث على انخراط الطفل في التعليم العام
العائلة والمجتمع :
سيكون للأهل والأقرباء دوراً مهماً في العلاقة بين الطفل ووالديه ، وأسلوب حياتهم اليومية والاجتماعية ، يؤثر سلباً وإيجابا على هذه العلاقة ، فكلمات الرثاء وعندما يقال عنه كلمات غير سوية قد تؤدي إلي إحباط الوالدين وانعزالهم عن الآخرين ، والطريق السليم هو تجاهل ما يقول الآخرين ، وإخبار الأصدقاء بأنه طفل كغيره من الأطفال لديه حالة مرضية غير معدية ، لا تجعلوه مدار الحديث مع الآخرين ولا تبحثوا عن طريقه المواساة من الآخرين .
يجب أن تكون حياة العائلة طبيعية ما أمكن بالخروج للمنتزهات والأسواق، ويجب عدم جعله عذراً للتقوقع والانعزال عن الآخرين، حتى لو كان هناك نوبات صرع بين الفينة والأخرى ، كما يجب حث الطفل على المشاركة في جميع النشاطات الترفيهية في البيت والنادي ، مع محاولة رفع الوعي لدى الأصدقاء عن الصرع وطريقة التعامل معه وأنه مرض كغيره من الأمراض يمكن علاجه.
كيف تتعامل العائلة مع الطفل المصاب بالصرع ؟
الصرع ممكن أن يصيب الأطفال في كل مراحلهم العمرية، والعلاج الدوائي يمكن أن يقوم بمنع حدوث النوبات التشنجية، ولكن التأثيرات النفسية وطريقة تعامل العائلة مع الطفل قد تؤدي إلى العديد من المشاكل، وهنا سنقوم بإيضاح العديد من النقاط التي يتوجب على العائلة والمجتمع عملها خلال التعامل مع الطفل المصاب بالتشنج:
يجب على الوالدين شرح الحالة للطفل بطريقة مبسطة وأن الحالة ليست خطيرة ، وأن الدواء سوف يمنع الحالة من الظهور عند الانتظام على تناوله
يجب الإجابة على جميع الأسئلة التي يقوم بطرحها الطفل
عدم تعويد الطفل على الخجل من مرضه حتى لو أصابته النوبة التشنجية داخل المدرسة أو الملعب
عدم إخفاء المرض عن الأصدقاء ، بل يجب توضيح الأمر لهم والشرح لهم عن كيفية التصرف عند حدوث النوبة.
يجب أن لا يكون المرض عائقاً أمام نشاطات الطفل الرياضية أو الاجتماعية
يجب أن لا نعود الطفل على استخدام المرض كعذر للتغيب عن المدرسة
يجب على العائلة عدم التعامل مع الطفل المصاب بالتشنج بطريقة تختلف عن أخواته، فقد يستخدم الطفل الحالة كأسلوب لجلب الانتباه أو طريقة لزيادة الاهتمام به من دون أخواته.
يجب على العائلة بجميع أفرادها معرفة الحالة من كل جوانبها وخصوصاً كيفية حدوثها وطريقة التعامل معها إذا حدثت لكي لا تحدث حالة رعب وفزع في المنزل مع غياب أحد الوالدين أو كلاهما.
ما هي الحماية الزائدة ؟
منع الطفل من المشاركة في النشاطات الترفيهية واللعب مع أقرانه من الأطفال يتم من قبل الوالدين حماية له وخوفاً عليه أن تصيبه أذية من تلك النشاطات، أو أن تحدث له نوبة التشنج خارج المنزل ، ولكن تلك الحماية تمنع حصوله على التجربة ، كما بناء الثقة بالنفس والاعتماد عليها في المراحل اللاحقة من العمر، فكل شخص في هذه الحياة لديه مواطن الضعف والقوة ، وتجارب الحياة والاتصال مع الآخرين هي الأسلوب الأفضل للتعلم ، ولمعرفة الأشياء وقبولها.
من الأهمية أن يعامل الطفل كأقرانه ما أمكن ذلك ، وإعطاءه الفرصة للمشاركة الكاملة في الحياة، والمشاركة في النشاطات الترفيهية والرياضية ، لأن عدم حدوث ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على الطفل وطريقة تعامله مع المجتمع حوله.
هل يمكن أن يصاب الطفل بصعوبات نفسية ؟
مع النمو والتقدم في العمر والاحتكاك مع المجتمع الكبير خارج المنزل، فإن الأطفال المصابين بالصرع يحسّون باختلافهم عن أقرانهم من خلال طريقة تعامل الآخرين معهم، كما الحماية الزائدة من العائلة أو المدرسين، وقد لا يستطيعون المشاركة في بعض الأنشطة الرياضية ، مما ينعكس سلباً على علاقة الطفل مع الآخرين ، ومن ثم الصعوبات النفسية ، وقد لا تظهر هذه المشكلة إلاّ عند بداية المرحلة الدراسية
العائلة والطبيب:
الصرع مرض يحتاج إلى متابعة تستمر لسنوات، وحتى اليوم لا يوجد علاج يمكن أن يقضي عليه، ولكن الأدوية تمنع حدوث النوبات أو تقوم بتقليلها ، وفي بعض الحالات يمكن إيقاف العلاج والشفاء بعد سنوات، فبناء علاقة وثيقة بين الطبيب والعائلة هي أحد الأسس لنجاح العلاج، لذلك يجب تجنب التنقل من طبيب إلى آخر فليس هناك فائدة من ذلك، فالمتابعة المستمرة يمكن أن تدل على نقاط الضعف في العلاج ، كما أن الطبيب يعرف حالة الطفل من كل جوانبها العضوية والنفسية، كما سيكون مساعداً على توضيح جميع النقاط للوالدين والطفل.
العائلة وأدوية التشنج:
هناك العديد من الأدوية التي يمكن أن يستخدمها المريض بالصرع، والطبيب يقوم بتشخيص الحالة ومن ثم العلاج المناسب لها، وفي أحيان قليلة يتم وصف أكثر من دواء في نفس الوقت، وعادة فهذه الأدوية يستمر المريض على تناولها لعدة سنوات وهي قليلة التأثيرات الجانبية، كما أنها لا تؤدي إلى الإدمان، ولكن يجب التنبيه على أهمية الانتظام في تناول تلك الأدوية وعدم تركها بدون استشارة الطبيب ، وهناك بعض الإرشادات التي يجب على الوالدين أتباعها:
" اعرف اسم الدواء المستخدم وكميته ( بعدد الحبات أو الملاعق وأيضا بالملليجرامات)
" يجب أن يكون هناك كمية كافية من الدواء في المنزل
" خذ الدواء معك أثناء زيارتك للطبيب
" أحرص على أن يأخذ الطفل الدواء في مواعيده
" أجعل مواعيد الدواء تتناسب مع وقت استيقاظ ونوم الطفل
" لمنع نسيان الدواء فيجب وضع دواء كل يوم على حده إن أمكن.
" خذ الدواء معك في الرحلات والزيارات
" اعرف من الطبيب الأعراض الجانبية للدواء
" لا توقف العلاج في بأي حال دون استشارة الطبيب
" قد تتغير الجرعة العلاجية بعد قيام الطبيب إجراء تحليل مستوى الدواء في الدم
" عند أجراء تحليل مستوى العلاج في الدم عادة ما يكون قبل تناول الجرعة الدوائية
" كغيرها من الأدوية احفظها بعيدا عن متناول الأطفال
" أحفظ الأدوية بعيداً عن الحرارة ( بعض الأدوية لا يحتاج إلى ثلاجة )
ما هي أسباب فشل الأدوية في إيقاف التشنج ؟
استخدام أحد الأدوية قد يساعد على السيطرة على النوبات التشنجية ومن ثم الشفاء بإذن الله، ولكن الدواء لا يعالج الحالة لأن العلاج يحتاج إلى معرفة السبب وإزالته، ولكن في بعض الحالات نرى أن نوبات الصرع تتكرر بالرغم من استخدام الدواء الخاص، وهنا يجب البحث عن أسباب فشل العلاج:
" هل تم اختيار الدواء المناسب بالجرعة المناسبة؟
" هل تم أخذ الدواء بالطريقة المناسبة وانتظام ؟
" وهنا يأتي دور الطبيب المعالج في المتابعة.
كيفية التصرف عند حدوث النوبة التشنجية ؟
من المهم معرفة العائلة كيفية التصرف مع الطفل أثناء حدوث نوبة التشنج، فعند بداية النوبة لا شيء يمكن عمله يؤدي إلى إيقافها، لذلك فإن التصرف السليم هو الهدوء وعدم الفزع، فالبعض وفي حالة الفزع والخوف عند رؤيته للتشنج قد يحاول مساعدة الطفل بطريقة خاطئة مما يؤدي إلى مشاكل كثيرة لم تكن لتحدث لو تم التزام الهدوء في التعامل، وإبعاد الطفل عن أي مخاطر من الممكن أن تحدث له، وهنا سنحاول الإيجاز عن بعض النقاط المهمة:
" كن هادئا ولا تفزع وتفزع الآخرين معك
" ضع الطفل على الأرض إذا كان في مكان عالي
" لا تحاول ربط الطفل أو منعه من الحركة أثناء النوبة
" لا ترشه بالماء فلن يوقف النوبة أو تفيقه من الغيبوبة
" ابعد أي أجسام حادة أو صلبة عن المكان مثل النار والأدوات الزجاجية
" ساعده على الاضطجاع على جنبه كي لا يختنق من اللعاب
" لا تضع أي شيء صلب ( أو إصبعك ) في الفم فقد يؤذيه ( لن يعض لسانه )
" فك الأزرار حول الرقبة أو الكر فته
" لا تحاول إعطائه أي علاج بالفم أثناء النوبة
" حاول النظر في الساعة لتسجيل كم مدة النوبة بالدقائق( قد تكون على الوالدين دهراً
" سجل وصف النوبة، كيف بدأت؟ ماذا كان يعمل قبل النوبة؟ أي الأعضاء تحرك أولاً ؟ ماذا حدث بعد التشنج ؟ ( قد يكون ذلك صعباً على الوالدين ولكن يجب المحاولة، فتلك تساعد الطبيب المعالج )
" إذا استمرت النوبة ( وليس الإغماء الذي يتبعها ) أكثر من عشر دقائق فعليك بأخذه لأقرب إسعاف
" لكن تذكر أن في التأني السلامة ، فالسرعة بالسيارة قد تؤدي للحوادث لا قدر الله.
" أستخدم أدوية الطوارئ إذا كان الطبيب قد وصفها للطفل وشرح دواعي استخدامها
" قد يصاحب التشنج ازرقاق في الشفتين وهو عرض مؤقت ينتهي مع انتهاء النوبة
" قد يتبول الطفل أو يتبرز في ملابسه، وهو أحد أعراض النوبة فلا تلومه أو توبخه
" لا يحتاج الأمر للذهاب للمستشفى بعد كل نوبة، على الوالدين استشارة الطبيب المعالج
****
الطفل والتعليم
التعلم والتعليم جزء أساسي في حياة الإنسان، فعن طريق التعلم يستطيع بناء قدراته الذاتية والعيش في المجتمع كفرد قادر على العطاء والمشاركة في الحياة، والتعلم يبدأ من اليوم الأول للحياة حتى آخر يوم في حياته، والمدرسة والتعليم طريقة لتنظيم التعلم في كل مرحلة عمرية وحسب إمكانيات الإنسان، والصرع مرض عضوي كبقية الأمراض التي تصيب الإنسان، والطفل المصاب طفل طبيعي كالآخرين في بدنه وعقله ماعدا الدقائق أو الثواني التي تحدث فيها نوبة التشنج، كما أنه يتمتع بذكاء عادي كأقرانه، ووجود تلك الحالة المرضية يجب أن لا تؤثر على مجرى حياته العلمية والعملية ، أو أن تؤثر على علاقته مع الآخرين.
مدرسة خاصة أم مدرسة عادية ؟
الطفل المصاب بالصرع طفل طبيعي وليس لديه إعاقة، ذكاءهم عادي وليس لديهم صعوبات في التعلم ، كما أنه غير معدي أو قد يقوم بإيذاء الآخرين، وعادة ما يتلقى الأطفال المصابين بالصرع تعليمهم في المدارس العادية كأقرانهم ، ويستطيعون القيام بجميع الأنشطة التعليمية والترفيهية
هل تحصيله العلمي جيد ؟
الطفل المصاب بالتشنج طفل طبيعي كالآخرين في بدنه وعقله ، يتلقى الدراسة في المدارس العادية، ذكاءهم عادياً وليس لديهم صعوبات في التعلم، كما أن النوبات لا تؤثر على القدرات والنشاط العام للطفل، والإصابة بالصرع في حد ذاتها ليست عائقاً في طريق تحقيق إنجازات أكاديمية عالية، وللتدليل على ذلك فإن القائد الشهير يوليوس قيصر ، والكاتب الشهير ديسكوفيسكي، والرسام الشهير فان جوخ، جميعهم كان لديه حالة الصرع ، ولم يكن هذا ليقلل من قدراتهم الفكرية أو يثبط من إنجازاتهم الأكاديمية
هل يحتاج الطفل المصاب بالصرع لقياس الذكاء ؟
الطفل المصاب بالصرع طفل طبيعي كغيره من الأطفال ولا يحتاج إلى قياس القدرات الفكرية
ما هي أسباب الفشل الدراسي ؟
الطفل المصاب بالصرع عادة ما يكون تحصيله الدراسي جيد، وعادة ما يتمكنون من أكمال دراستهم وتفوقهم مما يؤهلهم لدخول الجامعة، لديهم قدراتهم الفردية ومواهبهم ونقاط القوة والضعف كغيرهم من الطلاب، وقد يكون هناك انتكاسات في التحصيل الدراسي ، ولكن ليس الفشل الدراسي جزء من حالة الطفل المرضية ، لذى يجب على الوالدين والمشرف في المدرسة ملاحظتها ومعرفة سببها ومحاولة علاجها، وقد أظهرت الدراسات أن اختبار الذكاء للمصابين بالصرع عادي ولكن البعض منهم ينجز الاختبار بمستوى أقل من المتوقع، وإذا كان هناك فشل دراسي فيجب على الوالدين والمدرسين الأنتباه للأحتمالات التالية كمسببات لحدوثه :
" كثرة التغيب عن المدرسة
" نوعية الصرع
" الحماية الزائدة من الوالدين والمدرسة
" الأضطرابات النفسية لدى الطفل
" الأدوية العلاجية
" البؤرة التشنجية
كثرة التغيب عن المدرسة :
كثرة التغيب عن المدرسة هي أحد الأسباب الرئيسة لضعف الأداء الدراسي، لأن كثرة الغياب تقلل من مكتسبات الطفل التعليمية ، وتكمن أسباب التغيب في النقاط التالية:
" الحاجة لإجراء الفحوصات والتنويم في المستشفى
" الحماية الزائدة من الوالدين
" التأثيرات النفسية على الطفل في محاولة للهروب عن الناس
" زيادة وتكرر نوبات التشنج نتيجة نوعية الصرع او الإهمال في تنناول العلاج
نوع الصرع وصعوبات التعلم :
بعض أنواع الصرع مثل نوبات الصرع الخفيف Petit mal epilepsy وهو ما يسمى بنوبات التغيب Absence Seizures، قد تؤدي إلى ضعف التحصيل المدرسي ، وهي حالة تصيب الأطفال من عمر 4-15 سنه، وتسمى أحلام النهار، وتحدث النوبة الصرعية بشكل مفاجئ حيث يتوقف الطفل عن كل ما يقوم به من عمل لمدة ثوان قليلة ثم يتابع ما كان يقوم به سواء الحركة أو الكلام ، ويلاحظ تحديقه للأعلى مع أتساع حدقة العين، وقد يمص الشفاه أو يمضغ أو يحرك أصابعه بطريقة متتابعة، والطفل يفقد الوعي لثوان معدودة (اقل من 15 ثانية) ، ولا يوجد سقوط أو تشنجات، و ليس هناك فترة دوخة بعد النوبة، لذلك فمن السهولة عدم ملاحظة الآخرين له، تلك الحالة تتكرر بشكل كبير تصل إلى مائة مرة في اليوم الواحد، مما يفقده التركيز وهو ما يؤثر على تحصيله الدراسي، وقد تكون ملاحظة صعوبة التعلم لديه هي العلامة الأولى لاكتشاف هذا النوع من الصرع، ويتركز العلاج في استشارة الطبيب وتناول الأدوية المخصصة، وزيادة الجرعات التعليمية، والتكهن بالمستقبل ممتاز فالحالة تنتهي مع البلوغ في 80% من الحالات ، وفي10% تتحول إلى نوبات الصرع الكبيرة .
الحماية الزائدة :
الحماية الزائدة للطفل المصاب بالصرع من قبل والديه أو العاملين في المدرسة لحمايته من الأذى قد تؤدي إلى ردود فعل عكسية على الطفل وعلى طريقة تعامله مع المجتمع وفي المدرسة، كما قد تؤثر على تحصيله العلمي، هذه الحماية الزائدة ناتجة عن المفاهيم الخاطئة لدى الناس عن الصرع والحالة التشنجية، فإبعاد الطفل عن البرامج الترفيهية والبرامج الرياضية يمنع الطفل من اكتساب المهارات والخبرات، كما يؤثر على علاقته مع أقرانه من الأطفال، وإفراط الوالدين في حمايته والخوف عليه قد يؤثر على ثقته بقدراته، وحماية العاملين في المدرسة تجعله منبوذاً من الآخرين، كما أن تلك الحماية الزائدة قد تؤدي إلى زيادة فترة تغيبه عن المدرسة وأهماله القيام بالواجبات المدرسية ، وقد تكون سبباً في حدوث الكثير من التأثيرات النفسية السلبية والتي قد تؤدي للفشل الدراسي.
الأضطرابات النفسية والفشل الدراسي:
الأضطرابات النفسية ليست من الأعراض المصاحبة للصرع ولكنها تنتج كرد فعل من الطفل على تصرفات الآخرين تجاه حالته المرضية، فطريقة تعامل الوالدين والمجتمع معه تنعكس سلباً وإيجاباً على تصرفاته مع نفسه وتجاه الآخرين، وقد تؤدي إلى اضطرابات نفسية يصعب علاجها، لذلك يجب الأنتباه لها ومحاولة منع حدوثها، تلك السلوكيات غير الطبيعية قد تؤثر على تحصيله العلمي ، ومنها ما يلي:
" الطفل قد يخجل من مرضه ومن ثم يقلل ثقته في نفسه حيث تنعكس في اللامبالاة
" عدم معرفة المجتمع والمدرسة بالصرع كحالة مرضية وفهم طبيعتها ينعكس على سوء التصرف غير المتعمد منهم تجاه الطفل، لذلك فقد تحدث حالة من الانطواء والانعزالية، حيث يبدأ برفض الآخرين قبل أن يرفضوه، مما قد يؤدي إلى نقصاً في قدرات ومهارات التواصل الاجتماعي
" الحماية الزائدة في المنزل والمدرسة تؤدي إلى نقص المهارات والقدرات
" الحماية الزائدة قد تؤدي إلى الأنطواء، وكثرة التغيب عن المدرسة
" طريقة تعامل الآخرين معه قد تنعكس على شكل تصرفات عدوانية تجاه الآخرين
الآثار الجانبية للدواء والتحصيل الدراسي :
الأعراض الجانبية لأدوية الصرع قليلة ولا تؤدي إلى الإدمان، كما أنها لا تقوم بالحد من نشاطه البدني أو الفكري إذا تم أخذ الدواء بالجرعة المناسبة و بانتظام حسب إرشادات الطبيب، ولكن يظهر تأثير الأدوية على التحصيل الدراسي للطفل في الحالات والأسباب التالية:
" زيادة جرعة الدواء ، لذلك فعادة ما يقوم الطبيب بأجراء تحليل لمعرفة نسبة الدواء في الدم بشكل دوري منتظم.
" بعض الأدوية لها تأثير منوم مما يجعل الطفل غير قادر على متابعة الدرس، فقد يعرف الإجابة على الأسئلة ولكنه يحتاج إلى وقت أطول لتذكرها، ويكمن العلاج من خلال التقييم الطبي للحالة والدواء، أو تغيير أوقات تناول الدواء.
" قد يؤدي تعديل طفيف في كمية الدواء إلى حدوث تأثيرات مؤقتة مثل النعاس والكسل ، ومع استقرار الحالة وتكيف الطالب فإنها تزول تدريجياً، فيجب عدم تغيير جرعة الدواء دون استشارة الطبيب.
علاقة موقع بؤرة الصرع بصعوبات التعلم ؟
الدماغ هو المركز الرئيسي للتحكم في نشاطات الأنسان اليومية، ففيه تتم معالجة المعلومات وتحليلها، كما أنه مركز الذاكرة والتفكير والكلام، وكل مجموعة من خلايا المخ في منطقة معينة من الدماغ مسئولة عن وظيفة معينة، ولأداء عملها على الوجه الأكمل فإنها ترتبط مع بعضها البعض بأتصال معقد ومن خلال إشارات كهربية معينة.
في حالات قليلة قد تكون صعوبة التعليم متعلقة بموقع نشاط النوبة الصرعية في الدماغ، فعندما تكون منطقة الصرع في الفص الصدغي الأيسر من الدماغ فقد تتأثر اللغة والمهارات الكلامية والحسابية ، وفي منطقة أخرى قد تتأثر حاسة التذكر أو السمع، وإذا كانت بؤرة الصرع في الجزء الأيمن فان التأثير سوف يقع على ناحية إدراك الأشكال والنماذج ، كذلك فإن الصرع يؤدي إلى خلل في طريقة اتصال خلايا المخ بين بعضها البعض، وحيث أن التعلم ومعالجة المعلومات والذاكرة كلها ناتج عن اتصال الخلايا فليس من المستغرب أن الصرع قد يرتبط بالتشويش ومن ثم صعوبات التعلم.
قد تكون هذه المشاكل متقطعة الظهور، تحدث مع حدوث النوبة، ونادراً ما توثر على الطفل في بقية يومه وحياته، ووجود الخلل الوظيفي لبؤرة الصرع لا يعني عدم القدرة على الاستمرار في التعليم، ولكن البعض قد يحتاج إلى التركيز على قدراته الخاصة والإبتعاد عن نقاط الضعف لديه، وهي أحد أساليب العلاج في صعوبات التعلم.
هل يمكن أن يقوم الطفل المصاب بالصرع بجميع النشاطات الترفيهية ؟
الحماية الزائدة للطفل ناتجة عن المفاهيم الخاطئة لدى الناس عن الصرع، ومنها منع هؤلاء الأطفال من المشاركة في الأنشطة الترفيهية والرياضية، والطفل المصاب بالصرع طفل طبيعي، سليم معافى في جسمه وعقلة ما عدا تلك اللحظات التي تحدث فيها نوبات التشنج، وهو قادر على المشاركة في جميع الأنشطة الترفيهية والرياضية كأقرانه من الأطفال، ولكن هناك القليل من الحالات تحتاج إلى موافقة الطبيب، لذلك يجب عدم منع هؤلاء الأطفال من المشاركة كمحاولة لحمايتهم فتلك لها ردود فعل سلبية على الطفل، وفي بعض الرياضات مثل السباحة يجب أن يكون هناك مشرف ومسئول للتصرف عند حدوث نوبة التشنج، وفي القليل من الرياضات يكون هناك منع مثل المصارعة والملاكمة.
علاقة العائلة مع المدرسة :
الأطفال المصابين بالصرع عادة ما يتلقون تعليمهم في المدارس العادية كأقرانهم من الأطفال، ولكن حدوث النوبة في المدرسة قد تربك العاملين فيها ، وعدم معرفة العاملين بالمدرسة عن الصرع كحالة مرضية وفهم طبيعتها ينعكس على سوء التصرف غير المتعمد منهم تجاه الطفل، ومنعه من المشاركة في الأنشطة المدرسية كأحد أساليب الحماية له، كما قد تؤثر في علاقة الطفل مع زملاءه، لذلك يجب أن تكون هناك علاقة قوية بين العائلة والمدرسة ، وأن يقوم الوالدين بالشرح والتوضيح عن الحالة للمدرسين، وقد يحتاج الأمر إلى كتابة بعض النقاط وتسليمها للمدرسة، والتركيز على النقاط التالية :
" حالة الطفل
" ما هي نسبة تكرار نوبات التشنج
" ما هي الأدوية المستعملة
" ماذا يفعل عند حدوث التشنج؟
" متى يحتاج إلى النقل إلى المستشفى
" ما هو المستشفى الذي يعالج فيه
" طريقة الاتصال بالعائلة في حالة وجود أي استفسار
" عدم منع الطفل من مزاولة الرياضة مع زملاءه ماعدا الرياضات العنيفة
" الطلب من المدرس متابعة الطفل وإبلاغكم عند حدوث تغيير في تحصيله المدرسي
" لطلب من المدرس إبلاغكم عند حدوث حركات غير طبيعية أو سلوك غير طبيعي.
دور المدرسة في رفع الوعي عن الصرع ؟
المدرسة جزء رئيسي من المجتمع الذي يعيش فيه الطفل ، والمفاهيم الخاطئة عن الصرع موجودة في المجتمع والمدرسة، وطريقة تعامل العاملين في المدرسة مع الطفل تؤثر عليه سلباً وإيجاباً ، لذلك يجب أن يكون هناك وعي تام بمشكلة الصرع لدى الطلاب والمدرسين، ويمكن للمرشد الاجتماعي في المدرسة أن يلعب دوراً في التوعية من خلال التوعية عن داء الصرع بين الطلاب والمدرسين ، والتركيز على النقاط التالية:
" الصرع مرض عضوي غير معد
" الطفل طبيعي كغيره من الأطفال
" الطفل لا يؤذي الآخرين عند حدوث النوبة
" الطفل قادر على المشاركة في النشاطات الترفيهية والرياضية
" أن دواء الصرع قادر على منع حدوث النوبات
" كيفية التصرف عند حدوث النوبة التشنجية
ما هي خيارات التعلم والتوظف ؟
المصاب بالصرع طفل طبيعي في قدراته البدنية والفكرية، قادر على التحصيل العلمي والمشاركة في جميع أوجه الحياة ، والتخطيط للمستقبل مهم لحياته، فمجال التعليم قد يرتبط بالمجالات المهنية في المستقبل ، لذا فعلى الوالدين والعاملين بالمدرسة توجيهه لمجالات معينة تفيده في مستقبل حياته، فهناك بعض الأعمال التي يمنع القانون ( في أمريكا ) المصابين بالصرع من العمل بها، وخصوصاً تلك التي يتعامل بها مع الآلات ، أو الوظائف التي يكون فيها الفرد هو الوحيد المسؤول عن سلامة الآخرين، ومن تلك الأعمال :
" قيادة السيارات الثقيلة ، أو العمل الذي يحتاج لقيادة السيارة لمدة طويلة
" قيادة الطائرات والمراكب البحرية
" العمل في المصانع في الأعمال الفنية ( وليس المكتبية )
" العمل بالنجارة والحدادة
" العمل في الشرطة أو الجيش
الطفل المصاب بالصرع والمجتمع
الصرع مرض مزمن ولكن يختلف عن الأمراض المزمنة الأخرى حيث أن الطفل طبيعي ما عدا تلك الدقائق التي تحدث فيها النوبة التشنجية، ومستقبل الطفل يتحدد من خلال العلاقة بينه وبين المجتمع من حوله سواء في المنزل أو المدرسة أو الشارع، هذه العلاقة تؤثر على مدى رؤية الطفل لحالته المرضية وإنعاكساتها على سلوكه وتصرفاته من خلال ثقته بنفسه.
هل الطفل المصاب بالصرع معاق ؟
الطفل المصاب بالصرع طفل طبيعي ما عدا تلك اللحظات التي تحدث فيها النوبة التشنجية حيث قد يفقد الوعي لمدة محددة يرجع بعدها لحياته بصورة طبيعية.
ما هي المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع عن الصرع ؟
هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع عن الصرع، تلك المفاهيم قد تؤثر على التعامل وطريقة تصرفاتهم مع الطفل، تلك التصرفات تنعكس سلباً على الحالة النفسية للطفل ومن ثم تعامله مع المجتمع من حوله، ومن أهم تلك المفاهيم الخاطئة:
" أن الشخص المصاب بالصرع هو مصاب بمرض عقلي : هذا اعتقاد خاطئ لأن كلاً منهما يعد حالة منفصلة، والصرع مرض عضوي يصيب الدماغ مثل الأمراض الأخرى التي من الممكن أن تصيب الإنسان في مرحلة من مراحل حياته.
" الصرع مرض وراثي: الصرع ليس مرضاً وراثياً، ولكن الحالة قد تزيد في بعض العائلات لأسباب متنوعة.
" الصرع مرض معدي فيجب الابتعاد عن الطفل المصاب: والحقيقة أن الصرع ليس معدياً
" الصرع نوع من الجنون وأن المصاب به مس من الجن ويجب الابتعاد عنه: الصرع مرض عضوي وليس مساً من الجن
" المصاب بالصرع متخلف فكرياً ويجب عزله عن المجتمع: قدرات المصاب بالصرع الفكرية طبيعية مثل أقرانه ويجب عدم عزله
" المصاب بالصرع غير قادر على التعليم : قدرات المصاب بالصرع طبيعية ويستطيع القيام بالدراسة في المدارس العادية.
" نوبة التشنج قد تؤذي الآخرين فيجب الابتعاد عنه: المصاب بالصرع طفل طبيعي، وعند حدوث النوبة فهي حركات تؤثر على الطفل نفسه، وهو لا يقوم بإيذاء الآخرين عند حدوثها
" المصاب بالصرع غير قادر على المشاركة في الأنشطة الترفيهية والرياضية بل يجب منعه من مزاولتها لكي لا يؤذي نفسه: الطفل المصاب طفل طبيعي لديه الرغبة والقدرة على المشاركة في الأنشطة الترفيهية والرياضية ويجب عدم منعه من المشاركة فيها.
" الصرع مرض مزمن لا يمكن علاجه أو التحكم فيه: ذلك غير صحيح، فالصرع يمكن التحكم ومنع النوبات التشنجية بالدواء بنسبة تصل إلى 90%، هذا التحكم قد يكون تاماً وطويل الأمد.
" أدوية الصرع تؤدي إلى الإدمان : غير صحيح، فهي أدوية كغيرها، ولكن التحكم بالنوبات التشنجية يتم عن طريق الدواء، وعند تركه فقد تعود تلك النوبات للظهور مرة أخرى.
هل يمكن أن يقوم المصاب بالصرع بإيذاء الآخرين ؟
أحد المفاهيم الخاطئة لدى الناس أن يفقد الشخص المصاب بالصرع السيطرة على نفسه ومن ثم يصيب الآخرين بالأذى، وهذا غير صحيح، فالطفل تحدث له نوبات تشنجية تؤثر على حركته وتصرفاته ولكن لا يقوم بإيذاء الآخرين.
هل هناك سلوكيات غير طبيعية لدى المصابين بالصرع ؟
في بعض أنواع الصرع مثل النوبات الصرعية الجزئية المركبة (COMPLEX PARTIAL SEIZURE) قد تبدأ الحالة بأعراض معينة مثل البحلقة أو المضغ، شد الثياب أو تحريك الأصابع واليدين بطريقة مكررة، وقد يكون هناك حركات لا إرادية أخرى فقد يمشى بلا هدى، أو يصرخ، تلك الأعراض غير الشعورية قد يفسر لدى الآخرين بأنه نوع من الجنون، أو أنها أفعال متعمدة قد تؤدي إلى النزاع مع المصاب، تلك السلوكيات والأفعال قد لا يتذكرها الطفل المصاب بعد انتهاء النوبة، وعند محاولة الآخرين إيقاف تلك الحركات فقد يتعرضون للضرب من الطفل كردة فعل غير إرادية، لذلك يجب على أصدقاء المريض معرفة حالته وعدم إيقافه، والمساعدة على تفهم الوضع الذي يكون فيه وعدم الابتعاد عنه.
السلوك الاجتماعي وتأثيره على الطفل؟
الإصابة بالصرع تضع ضغطاً نفسياً على الطفل لأن الصرع ينتج عن فترة مؤقتة من العجز التي تستدعي الخوف والسخرية، كما قد تؤدي إلى العزلة وفقدان الثقة بالنفس، الأطفال المصابين بالصرع لفترة طويلة يكونون قد تعرضوا للمضايقة والتوبيخ لسنوات عدة من قبل الصغار أنفسهم في المدرسة او في الشارع، ولو كانت الحالة جديدة نسبياً عادة ما يكون هناك خليط من الغضب والأسى على ما حدث والنتيجة قد تكون عدم السعادة والعدائية وعدم القدرة على ضبط العواطف.
هل هناك سلوكيات غير متصلة بالصرع لدى هؤلاء الأطفال ؟
هناك تصرفات وسلوكيات غير سوية يقوم بها الطفل ليس لها علاقة بحالته المرضية، ومن أمثلة ذلك التهور والعدائية، وأغلب تلك الأعراض ناتجة عن ردود فعل من الطفل المصاب على المجتمع من حوله، ومعرفة الوالدين للسلوكيات الطبيعية وغير الطبيعية يساعد على الاكتشاف المبكر ومن ثم العلاج النفسي لها لتخطى تلك المشاكل.
ما هي الحماية الزائدة، وما تأثيراتها على الطفل ؟
الحماية الزائدة للطفل المصاب بالصرع ناتجة عن المفاهيم الخاطئة لدى الناس عن الصرع والحالة التشنجية، وهي محاولة من قبل الكبار لحمايتهم من الأخطار التي من الممكن أن يتعرضوا لها عند حدوث النوبة التشنجية، فيتم منعهم من المشاركة مع أقرانهم في البرامج الترفيهية والرياضية في المنزل والشارع والمدرسة ، هذه الحماية تمنع الطفل من اكتساب المهارات والخبرات، كما تؤثر على علاقته مع أقرانه من الأطفال حيث يبقى منبوذاً منهم، وما ينتج عنها من ردود فعل نفسية تؤثر على تصرفاته وعلاقته بالمجتمع ، وإذا كانت الحماية واجبة في بعض الحالات فيجب على القائمين برعاية الطفل من معرفة حالته من والديه، ومعرفة حدود تلك الحماية.
ما هي تأثيرات طريقة تعامل المجتمع مع الطفل المصاب بالصرع ؟
الطفل المصاب بالصرع لا يدرك حقيقة معرفة المجتمع بالصرع كحالة مرضية وفهم طبيعتها، وما ينعكس منها من سوء التصرف غير المتعمد منهم ، لذلك فقد تبدأ لديه ردة فعل غير طبيعية، حيث يقوم برفض الناس قبل أن ينبذوه عنهم ، وهذا يؤدي إلى الانطواء والانعزالية، وقلة الاحتكاك بالمجتمع وهو ما يؤدي إلى نقص المهارات والقدرات ، كما قلة النشاطات الترفيهية والرياضية، وفي أحيان أخرى تنعكس ردة الفعل بشكل سلبي حيث تظهر على شكل تصرفات عدوانية تجاه الآخرين.
هل يمكن أن يصاب الطفل بحالات نفسية ؟
طريقة تعامل الوالدين والمجتمع مع الطفل المصاب بالصرع تنعكس سلباً وإيجاباً على الطفل، فالحماية الزائدة لها سلبياتها، كما أن الإهمال له سلبياته، هذه التأثيرات النفسية يمكن أن تحدث في أي مرحلة عمرية ولكنها تلاحظ بشكل أكبر في مرحلة المراهقة، ومن أهم الانعكاسات النفسية:
" الانطواء والانعزالية
" اللامبالاة وقلة احترام الذات
" العدوانية
هل يمكن أن يقوم الطفل المصاب بالصرع بجميع النشاطات الترفيهية ؟
الطفل المصاب بالصرع طفل طبيعي، سليم معافى في جسمه وعقلة ما عدا تلك اللحظات التي تحدث فيها نوبات التشنج، وغالبية هؤلاء الأطفال يمكن علاجهم والتحكم بمنع حدوث تلك النوبات، وهذا الطفل قادر على المشاركة في جميع الأنشطة الترفيهية والرياضية كأقرانه من الأطفال، ولكن هناك القليل من الحالات تحتاج إلى موافقة الطبيب، لذلك يجب عدم منع هؤلاء الأطفال من المشاركة كمحاولة لحمايتهم فتلك لها ردود فعل سلبية على الطفل، وفي بعض الرياضات مثل السباحة يجب أن يكون هناك مشرف ومسئول للتصرف عند حدوث نوبة التشنج، وفي القليل من الرياضات يكون هناك منع مثل المصارعة والملاكمة.
ما هو دور المجتمع في حماية المصاب بالصرع وعلاجه ؟
المريض بالصرع جزء من المجتمع الذي يعيش فيه ، له حقوق على هذا المجتمع كغيره من الناس، والمجتمع هو العائلة الكبرى له ، فعليهم حق رعايته والأهتمام به ، فهناك الرعاية الصحية والعلاجية ، كما الرعاية التعليمية والإجتماعية ، وإذا لم يكن المجتمع قادراً على رعايته بشكل مباشر فإن دعم عائلة الطفل شيء أساسي ، وهذا الدعم يأتي بصور شتى ، أساسها توعية المجتمع عن الصرع كمرض وكيفية تعامل المجتمع معه ، ثم الدعم الأجتماعي والنفسي.
الجمعيات المتخصصة :
وهي مراكز تطوعية تنشأ من أجل رفع الوعي لدى المجتمع عن الصرع ، وهي أحد الأدوات الإجتماعية لدعم مرضى الصرع وعائلاتهم ، ومن خلالها يكون هناك تبادل الخبرة والدعم والتوجيه ، تلك المراكز منتشرة في العالم ولكنها قليلة في العالم العربي بسبب نقص الوعي الثقافي والمادي ونقص التواصل ، ومع ذلك فالقليل الموجود منها يبشر بالخير ، ولكن يجب على العاملين في المجال التطوعي والنفعي أدراك أهمية التوعية في هذا المجال وتفعيله ما أمكن.
نوبات الصرع الكبيرة
Grand mal epilepsy
نوبات الصرع التوترية الأرتجاجية الشاملة
Generalized Tonic Clonic Seizures
العمر:
هذه الحالة تصيب كل الأعمار ومن أكثرها إنتشاراً ، ويمثل حوالي 40% من حالات الصرع
الأسباب:
غالباً لا يكون السبب معروفاً (75% من الحالات )، وفي 25% من الحالات قد يكون السبب عضوي نتيجة وجود عيوب خلقية في الدماغ أو نتيجة تأثيرات ثانوية كألتهابات الدماغ، أصابات الرأس، السموم، الأورام، أصابات الرأس، الاختلال الأيضي، وغيرها.
التشخيص:
يتم التشخيص عن طريق القصة المرضية التي يرويها المريض والوالدين
الأعراض المرضية:
" فقد الوعي
" فقد القدرة على التحكم في الجسم ومن ثم فقد التوازن والسقوط
" مدة النوبة من دقيقتين إلى عشر دقائق
" قد تكون هناك علامات منبهة قبل حدوث النوبة Aura النسمة ، وهي تدل على وجود صرع جزئي يتحول إلى صرع شامل ، وهذه العلامات قد تساعد المريض على تجنب بعض المشاكل مثل الابتعاد عن الشارع، الجلوس، وغيرها.
" النوبات الحركية تظهر على نصفي الجسم بشكل متماثل ومتساوي وبنفس الدرجة
" تبدأ النوبة بصرخة أو صيحة نتيجة التشنجات التوتريةTonic Seizures لعضلات الصدر والحلق وجدار البطن
" مرحلة التشنجات التوترية Tonic Seizures، حيث يكون هناك تيبس عام في الأطراف، فاليد تكون مطبقة ومغلقة، ويحدث انثناء عند مفصل الكوع والرسغ، وتكون الساقين ممدتين متبستين، تنقلب العينيين مع ظهور بياض العين بشكل واضح، وتستمر هذه المرحلة أقل من نصف دقيقة. قد تؤثر هذه التشنجات على عضلات التنفس مما يؤدي إلى توقفه ومن ثم ملاحظة ازرقاق الشفاه.
" مرحلة التشنجات الإرتجاجية Clonic Seizures حيث يكون هناك ارتجاف (ارتجاج ) للأطراف، وعادة ما يحدث ذلك في جانبي الجسم بشكل متزامن ومتماثل، وقد تتغير لاحقاً لتكون غير متماثلة، وتستمر هذه المرحلة لمدة دقيقتين إلى عشر دقائق تقريباً
" زيادة النشاط في الجهاز العصبي اللاإرادي قد تؤدي إلى زيادة اللعاب، ومع ارتجاج العضلات فقد يظهر على المريض أنه يرغي ويزبد
" قد يحدث خروج لاإرادي للبول ( ونادراً البراز)
" يتبعه دوخة ومن ثم النوم لمدة متفاوتة تصل إلى ساعات، مع عدم تفاعل حدقتي العين
" وجود صداع وآلام عامة بعد الأفاقة من النوم
" في حالات قليلة قد يحدث شلل مؤقت في الأطراف سرعان ما يزول.
التخطيط الكهربي للدماغ:
التخطيط الكهربي للدماغ غير محدد وغير تشخيصي
التكهن بالمستقبل :
التكهن بالمستقبل يختلف معتمداً على الأسباب
نوبات التغيب
Absence Seizures
نوبات الصرع الخفيف
Petit mal epilepsy
العمر:
يصيب الأطفال من عمر 4-15 سنه، ونسبته 3-4% من حالات الصرع
الأسباب:
تحدث الحالة ليس بسبب عيوب في الدماغ ولكن تلعب الوراثة دوراً مهماً
التشخيص:
التشخيص يعتمد على القصة المرضية ودقة ملاحظة الوالدين
الأعراض المرضية:
" يسمى أحلام النهار، والمريض لا يتذكر ما جرى له أو ما قام به
" فقدان الوعي بشكل سريع ومفاجئ لمدة قصيرة جداً اقل من 15 ثانية، ومن السهولة عدم ملاحظة الآخرين له
" تتكرر الحالة بشكل كبير تصل إلى مائة مرة في اليوم الواحد
" لا يوجد سقوط أو تشنجات
" ليس هناك فترة دوخان بعد النوبة
" ليس هناك علامات تسبق النوبة
" ليس هناك تغير في التنفس (التنفس طبيعي)
" يلاحظ زيادة حدوث النوبة عند الإجهاد وقلة النوم، وكذلك عند زيادة سرعة التنفس.
" يفقد التركيز مما يؤثر على تحصيله الدراسي
" يحدث بشكل مفاجئ، حيث يتوقف الطفل عن كل ما يقوم به من عمل (الحركة أو الكلام) لمدة ثوان قليلة ثم يتابع ما كان يقوم به
" يلاحظ تحديقه للأعلى مع أتساع حدقة العين وعدم الرمش
" قد يمص الشفاه أو يمضغ أو يحرك أصابعه بطريقة متتابعة.
التخطيط الكهربي للدماغ:
محدد وتشخيصي، فهناك مجموعات من الإشارات الكهربية غير الطبيعية صادرة من جميع الأقطاب المثبتة على الرأس ، وتكون على شكل نتوءات وموجات ترددها 3 سيكل/ الثانية
التكهن بالمستقبل :
التكهن بالمستقبل ممتاز فالحالة تنتهي مع البلوغ في 80% من الحالات ولكن 10% تستمر، وفي10% تتحول إلى نوبات الصرع الكبيرة
التشنج الجزئي البسيط
Simple Partial Seizures
النوبات البؤرية
Focal seizures
العمر:
يصيب مختلف مراحل العمر
الأسباب:
في أغلب الحالات السبب مجهول، ولكن يصيب في 25% من حالات الأطفال نتيجة وجود مسببات تؤدي إلى تلف جزء محدد من الدماغ، ومن تلك المسببات إصابات الرأس نتيجة الحوادث، التهابات الدماغ، والصعوبات التي تجري مع الولادة، وفي الكبار لوحظ أن الأورام من أهم الأسباب.
التشخيص:
يعتمد على القصة المرضية من المريض أو عائلته
الأعراض المرضية:
" لا يتأثر الوعي في هذه الحالة ولكن يوجد تشويش
" وجود علامات تحذيرية قبل حدوث النوبة تسمى النسمه
" يبدأ أنتشار الموجة الكهربية في منطقة صغيرة من الدماغ، وحيث أن لكل جزء من الدماغ وظائفه وخصائصه، لذلك فإن الأعراض تعتمد على المنطقة المصابة :
النوبات الحركية Motor Seizures :
تظهر النوبة على شكل تشنجات وأنقباضات، وعادة ما تبدأ في أحد جانبي الوجه واليد لأن هذه الأجزاء تغذيها منطقة كبير من قشرة الدماغ ، وقد تظهر على شكل التفات الرأس والرقبة والجذع في الجزء عكس منطقة التلف في المخ
قد تبدأ النوبة في جزء صغير من الجسم كالأصبع ثم تزيد لتؤثر على كامل اليد ثم الذراع والكتف، وبعد ذلك نصف الجسم ، وفي مرحلة تالية الجسم كلة، هذه الإنتقال من منطقة لأخرى يحدث بسرعة وبشكل متتالي ومميز ويسمى (جاكسونيان)
Sensory Seizures النوبات الحسية
" تعتمد الأعراض على المنطقة المصابة، وكما نعلم فإن أغلب مراكز الحواس الخمسة تتواجد في القشرة الدماغية في المنطقة الصدغية، فإذا أصيبت تلك المنطقة فقد نلاحظ وجود أحد الأعراض الحسية أو أكثر من واحد في نفس الوقت.
" وجود إحساس غريب في جلد الجزء الأيسر من الوجه فإنه يعبر عن التشنج الحسي اللمسي
" إذا كانت منطقة النظر هي المتأثرة، فقد يكون هناك هذيان وهلوسة بصرية، أحساس بوجود ضوء أو ظلام
" الهلوسة السمعية كأن يسمع أصوات لا وجود لها
" الهلوسة الشمية كأن يشم رائحة لا وجود لها
" فقد القدرة على النطق ( مؤقت )
نوبات الجهاز العصبي غير الإرادي :
" تعب في المعدة أو إحساس مفاجئ بالخوف
" الإحساس بالحرارة أو البرودة
" احمرار الوجه
" زيادة العرق
" زيادة خفقان القلب
" ألم في البطن والحلق والصدر
" خلل التوازن مما يؤدي للقيء
التخطيط الكهربي للدماغ:
قد نرى تغيرات وموجات متنوعة في مناطق محددة من الدماغ
التكهن بالمستقبل :
تعتمد على السبب
صرع رولاند
Rolandic Epilepsy
الصرع البؤري الطفولي الحميد
Benign Focal Epilepsy Of Childhood
هو أحد أنواع التشنج الجزئي البسيط Simple Partial Seizures ويتميز عنها بوجود النوبات الحركية Motor Seizures ، وعدم وضوح النوبات الحسية أو التأثيرات على الجهاز العصبي غير الأرادي
العمر:
3-13 سنه
الأسباب:
وراثي حيث نجد أن لدى أحد أفراد العائلة قد أصيب بتلك الحالة، وفي الكبار هناك عيوب في تكوين الدماغ
التشخيص:
القصة المرضية
الأعراض المرضية:
" تحدث ليلاً أو مع تباشير الصباح الأولى
" ليس هناك فقدان للوعي
" مدتها قليلة دقائق فقط
" المريض يسمع ولكن لا يستطيع الكلام
" يستيقظ المريض خلال النوبة
" تبدأ في جزء معين من الجسم حركة على شكل حركة ارتجاجي فجائية أو تقلص للعضلات،عادة ما تبدأ في جزء من الوجه، ثم اليد لتنتشر للذراع والكتف ثم نصف الجسم ، وقد تنتشر بعد ذلك إلى الجسم كله، تستمر لعدة دقائق حيث يستيقظ الطفل من نومه.
" قد تتحول النوبات إلى نوبات الصرع الكبيرة Grand mal epilepsy وفي هذه الحالة قد يسبق الحالة ظهور علامات منبهة ( النسمة Aura )
التخطيط الكهربي للدماغ:
يعتبر من الأنواع المتميزة بتخطيط المخ، فالشحنات الكهربية تكون صادرة من منطقة محددة في الدماغCentro temporal spike waves
التكهن بالمستقبل :
المستقبل ممتاز في تلك الحالات، فغالباً ما يشفى المريض عند البلوغ، كما أن الذكاء يكون طبيعياً، وغالباً لا يحتاج إلى علاج.
صرع المواليد
التشنجات في الأطفال حديثي الولادة
Neonatal Seizures
تعتبر التشنجات في المرحلة الأولى من الحياة نوعية خاصة بذاتها، ولا تعتبر من أنواع الصرع المعروفة لتعدد أسبابها وأعراضها الظاهرية، ونسبة حدوثها عالية جداً ، وتعتبر مقياساً لتقدم الخدمات الصحية التي تقدم للأمهات أثناء الولادة كما اكتشاف تلك الحالات وعلاجها، والحمد لله فإن أغلب تلك الحالات تنتهي منها التشنجات في مرحلة مبكرة من العمر ولا تؤدي إلى مشاكل مستقبلية للطفل ، ولكن في نفس الوقت تعتبر من الحالات الخطرة التي قد تؤدي للوفاة.
العمر:
تصيب الأطفال حديثي الولادة وتظهر الأعراض في الشهر الأول من العمر
الأسباب:
الأسباب متعددة ولكن غالباً لا يكتشف السبب، ومن أهم الأسباب:
" وجود عيوب خلقية في الدماغ
" الأمراض الوراثية وعيوب التمثيل الغذائي
" صعوبات أثناء الولادة : تعسر الولادة، الولادة بالجفت، الولادة بالشفط، الاختناق ونقص الأكسجين، التفاف الحبل السري حول الرقبة،
" نقص السكر
" نقص كيماويات الدم مثل الكالسيوم، الصوديوم، الماغنسيوم
" نقص فيتامين ب 6 وإن كان من الحالات النادرة مع صعوبة التشخيص فيجب حسبانه في العلاج
" الالتهاب السحائي
التشخيص:
القصة المرضية من الوالدين
الأعراض المرضية:
تشنجات الأطفال حديثي الولادة نوعية متميزة، فالأعراض غير واضحة، كما أن الأعراض لا تعطي صورة عن الحالة، وتختلف من طفل لآخر، كما أنها قد تحتوي على جميع أنواع التشنجات، وقد تظهر بالأشكال التالية:
" رعشة خفيفة في أي طرف من الأطراف
" حركة أرتجاجية أو توترية لأحد الأطراف أو جميع أجزاء الجسم
" انحراف العينين إلى جهة واحدة
" تحرك الفم والفكين بشكل متتابع مثل المضغ أو كزكزة الأسنان
" توقف التنفس لمدة قصيرة
التخطيط الكهربي للدماغ:
غير مميز وغير تشخيصي، فقد يكون طبيعياً أو تظهر فيه موجات متنوعة
العلاج:
" تعتبر من حالات الطوارئ حتى يتم معرفة السبب
" لذلك فإنه يتم إعطاء السكر بالوريد كما فيتامين ب 6 قبل ظهور النتائج، كما يتم إعطاء بعض أدوية الصرع المعروفة السريعة المفعول مثل الفاليوم.
التكهن بالمستقبل :
يعتمد على مسببات الحالة ، فغالباً الحالات تنتهي بسلام وبدون مشاكل، ولكن نسبة الوفاة عالية في هذه المرحلة العمرية.
********
الصـــرع
الصرع هو حالة عصبية تُحدث من وقت لآخر اختلال وقتي في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ . وينشأ النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ من مرور ملايين الشحنات الكهربائية البسيطة من بين الخلايا العصبية في المخ وأثناء انتشارها إلى جميع أجزاء الجسم ، وهذا النمط الطبيعي من النشاط الكهربائي من الممكن أن يختل بسبب انطلاق شحنات كهربائية شاذة متقطعة لها تأثير كهربائي أقوى من تأثير الشحنات العادية . ويكون لهذه الشحنات تأثير على وعى الإنسان وحركة جسمه وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن وهذه التغيرات الفيزيائية تسمى تشنجات صرعية ولذلك يسمى الصرع أحيانا "بالاضطراب التشنجي" . وقد تحدث نوبات من النشاط الكهربائي غير الطبيعي في منطقة محددة من المخ وتسمى النوبة حينئذ بالنوبة الصرعية الجزئية أو النوبة الصرعية النوعية .وأحيانا يحدث اختلال كهربائي بجميع خلايا المخ وهنا يحدث ما يسمى بالنوبة الصرعية العامة أو الكبرى . ولا يرجع النشاط الطبيعي للمخ إلا بعد استقرار النشاط الكهربائي الطبيعي . ومن الممكن أن تكون العوامل التي تؤدى إلى مرض الصرع موجودة منذ الولادة ، أو قد تحدث في سن متأخر بسبب حدوث إصابات أو عدوى أو حدوث تركيبات غير طبيعية في المخ أو التعرض لبعض المواد السامة أو لأسباب أخرى غير معروفة حالياً . وهناك العديد من الأمراض أو الإصابات الشديدة التي تؤثر على المخ لدرجة إحداث نوبة تشنجيه واحدة . وعندما تستمر نوبات التشنج بدون وجود سبب عضوي ظاهر أو عندما يكون تأثير المرض الذي أدى إلى التشنج لا يمكن إصلاحه فهنا نطلق على المرض اسم الصرع .
ويؤثر الصرع على الناس في جميع الأعمار والأجناس والبلدان ويحدث مرض الصرع كذلك في الحيوانات مثل الكلاب والقطط والأرانب والفئران .
ما هو الفرق بين التشنج والصرع ؟؟
التشنج عرض من أعراض الصرع ، أما الصرع فهو استعداد المخ لإنتاج شحنات مفاجئة من الطاقة الكهربائية التي تخل بعمل الوظائف الأخرى للمخ . أن حدوث نوبة تشنج واحدة في شخص ما لا تعنى بالضرورة أن هذا الشخص يعانى من الصرع . أن ارتفاع درجة الحرارة أو حدوث أصابه شديدة للرأس أو نقص الأكسجين وعوامل عديدة أخرى من الممكن أن تؤدى إلى حدوث نوبة تشنج واحدة .
أما الصرع فهو مرض أو إصابة دائمة وهو يؤثر على الأجهزة والأماكن الحساسة بالمخ التي تنظم عمل ومرور الطاقة الكهربائية في مناطق المخ المختلفة وينتح عن ذلك اختلال في النشاط الكهربائي وحدوث نوبات متكررة من التشنج .
من هو الطبيب المتخصص في علاج الصرع ؟
أطباء الأمراض العصبية والنفسية وأطباء الأطفال وجراحين الأعصاب وأطباء الأمراض الباطنية كل أولئك الأطباء يستطيعون علاج حالات الصرع . أما الحالات المستعصية في العلاج فإن علاجها يكون في أقسام الأمراض العصبية في المستشفيات العامة أو الجامعية أو في الأقسام العصبية في المستشفيات الخاصة.
هل الصرع مرض معدي ؟
لا .. الصرع مرض لا ينتقل بالعدوى 000 ولا يمكن أن ينتقل الصرع إليك من أى مريض مصاب بالمرض .
ما هي العوامل التي تؤدى للصرع ؟
من كل 7 من 10 من مرضى الصرع لم يتم معرفة سبب المرض . أما النسبة الباقية فإن السبب يكون واحد من العوامل التي تؤثر على عمل المخ …و على سبيل المثال فإن إصابات الرأس أو نقص الأكسجين للمولود أثناء الولادة من الممكن أن تصيب جهاز التحكم في النشاط الكهربائي بالمخ . وهناك أسباب أخرى مثل أورام المخ والأمراض الوراثية والتسمم بالرصاص والالتهابات السحائية والمخية .
ودائماً ينظر للصرع على أنه من أمراض الطفولة ولكن من الممكن أن يحدث في أي سن من سنين العمر ويلاحظ أن حوالي 30 % من الحالات الجديدة تحدث في سن الطفولة ، خصوصاً في الطفولة المبكرة وفى سن المراهقة . وهناك فترة زمنية أخرى يكثر فيها حدوث الصرع وهى سن الخامسة والستون من العمر
كيف يتم تشخيص مرض الصرع ؟
إن أهم أداة في التشخيص هي التاريخ المرضى الدقيق للمريض ويتم ذلك بمساعدة من الأسرة والملاحظات التي تدونها عن حالة المريض والوصف الدقيق للنوبة . أما الأداة الثانية فهي رسم المخ الكهربائي وهو جهاز يسجل بدقة النشاط الكهربائي للمخ وذلك بواسطة أسلاك تثبت على رأس المريض وفيه تسجل الإشارات الكهربية للخلايا العصبية على هيئة موجات كهربائية .والموجات الكهربائية خلال نوبات الصرع أو ما بين النوبات يكون لها نمط خاص يساعد الطبيب على معرفة هل المريض يعانى من الصرع أم لا . كما يتم الاستعانة بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للبحث عن وجود أي إصابات بالمخ والتي من الممكن أن تؤدى إلى الصرع .
كيف يستطيع المريض تجنب حدوث نوبات تشنج أخرى ؟؟
المريض يستطيع المساعدة فى التحكم في نوبات التشنج بواسطة الانتظام في العلاج بدقة والمحافظة على مواعيد نوم منتظمة وتجنب التوترات والمجهودات الشاقة والاتصال المستمر مع الطبيب المعالج .
كيف يتم علاج مرض الصرع ؟
يتم علاج الصرع بعدة طرق أهمها العلاج بالعقاقير المضادة للتشنج ،ونادراً ما نلجأ للجراحة كعلاج للنوبات الصرعية المتكررة .
والعلاج بالعقاقير هو الخيار الأول والأساسي . وهناك العديد من العقاقير المضادة للصرع . وهذه العقاقير تستطيع التحكم في أشكال الصرع المختلفة . والمرضى الذين يعانون من أكثر من نوع من أنواع الصرع قد يحتاجون لاستخدام أكثر من نوع من أنواع العقاقير ذلك بالرغم من محاولة الأطباء الاعتماد على نوع واحد من العقاقير للتحكم في المرض . ولكي تعمل هذه العقاقير المضادة للصرع يجب أن نصل بجرعة العلاج لمستوى معين في الدم حتى تقوم هذه العقاقير بعملها في التحكم في المرض كما يجب أن نحافظ على هذا المستوى في الدم باستمرار ولذلك يجب الحرص على تناول الدواء بانتظام والالتزام الكامل بتعليمات الطبيب المعالج لأن الهدف من العلاج هو الوصول إلى التحكم في المرض بإذن الله مع عدم حدوث أي أعراض سلبية من تناول تلك العقاقير مثل النوم الزائد والأعراض السلبية الأخرى .
هل يشفى مرض الصرع ؟
في الكثير من الأحيان يتغلب الأطفال على مرضهم وفى العديد من الحالات يتغلبون على هذا المرض حين يصلون سن البلوغ ، ولكن في بعض الحالات يستمر الصرع مدى الحياة .
ولا توجد أي وسيلة للتنبؤ بما يحدث في كل حالة فردية .وإذا كانت النوبة لم تعاود الطفل لعدة سنوات فمن المحتمل أن يقرر الطبيب إيقاف الدواء ليرى أثر ذلك . فإذا حدث أن عاودت الطفل النوبة فلا داعي للقلق والخوف ... لأنه في جميع الأحوال يمكن التحكم في المرض مرة أخرى وذلك بالعودة لاستعمال العقاقير المضادة للصرع.
ما هو دور الوراثة فى مرض الصرع ؟
نادرًا ما ينشأ مرض الصرع عن أسباب وراثية . وهناك بعض الحالات القليلة التي ترتبط فيها أنماط معينة من الموجات الكهربائية للمخ بنوع معين من نوبات الصرع والتي تعتبر وراثية
وإذا كان أحد الوالدين مصابًا بهذا الصرع الوراثي، فإن إمكانية تعرض الطفل لمرض الصرع هو تقريبًا 10 % ، (نسبة الأطفال الذين يولدون لأباء وأمهات لا يعانون من مرض الصرع ويصابون بهذا المرض هي من 1- 2 %).
ولذلك فإذا كنت تعانى من الصرع فإننا نقترح أن يتم إجراء فحص وراثي بواسطة طبيبك المعالج لمعرفة مدى احتمال إصابة طفلك بهذا المرض فى المستقبل.
أما إذا كان كلا الوالدين يعاني من الصرع الوراثي، فإن النسبة تزداد بالنسبة للأطفال حيث تصبح إمكانية الإصابة هى 1 : 4. ومن المفيد أن نلاحظ أنه حتى إذا كان الطفل قد ورث هذا النوع من الصرع، فإن إمكانية التحكم فيه بنجاح باستخدام الأدوية كبيرة. ويجب أن نعلم أن الصرع لا يعوق التطور الطبيعي للشخصية
ماذا يجب عمله للمريض أثناء النوبة ؟
قد تكون لحظات فقدان الوعي أثناء النوبة قصيرة جداً وبالتالي فهناك القليل الذي يمكن عمله للمريض أثنائها 0
اعراض الصرع:
يتصف الصرع بفقدان الوعي بصفة مؤقتة او متطاولة وبالتحركات التشنجية غير الإرادية. وفي بعض النوبات الطفيفة التي تسمى بالصرعات الصغرى يستغرق فقد الوعي برهة وجيزة لاتتجاوز ثواني ومع انه في هذه الحالة تحدث ارتعاشات حول العين او الفم فان المصاب بالنوبة يظل جالساً او واقفاً، ويبدو انه لم يطرأ عليه سوى غفلة او لحظة من الشرود الذهني. اما في النوبات الكبيرة فان المصاب يسقط على الارض فاقد الوعي ويغلب ان يخرج من فمه رغوة وان يعضعض وان يهز اطرافه في عنف، وقد يؤذي المريض نفسه في اثناء النوبة.. ومن حسن الحظ ان مرضى الصرع كثيراً مايحسون بنوع من الانذار او التحذير حيث يشعر المريض قبل النوبة احساساً في شكل صوت رنين في الاذنين او ظهور بقع امام العينين او تنميل في الاصابع وهذا الانذار من شأنه ان يعطي للمصاب بالصرع الفرصة للاستلقاء والابتعاد عن المواد الصلبة تجنباً للسقوط.
الاسعافات الاولية لنوبة الصرع:
1- يجب ان نبعد عن المريض كل مايمكنه ان يسبب له ضرراً او اذى.
2- يوضع ا ي شيء بين فكيه كقطعة قماش مطوية او قطعة فلين او قطعة من خشب ويجب ان تكون القطع كبيرة لكي لايبلعها.
3- فك ما حول رقبته وصدره وبطنه من الاربطة حتى لايعيق حركة التنفس.
4- مسح لعابه حتى لايتسرب الى المسالك الهوائية ويزيد في عسر التنفس.
5- تركه نائماً ومنع اي شخص من ايقاظه.
6- يجب ان لايغيب ذويه عنه لحظة واحدة.
7- حذار ان تفتح فمه بالقوة ولننتظر حتى يرتخي فمه.
8- حذار ان تدخل يديك او اصابعك في فمه لكي لايعضها.
9- حذار ان تصب سوائل في فمه او ان تحركه خلال فترة التشنج.
0وفيما يلي بعض الإرشادات البسيطة حول ما يجب عمله :
- لا تحاول أن تتحكم في حركات المريض
- امنع المريض من إيذاء نفسه - مد جسمه على الأرض أو في الفراش وأبعد أي أدوات حادة أو قطع أثاث عن متناول يده .
- ضع المريض على جانبه وأجعل الرأس مائلاً قليلاً إلى الخلف للسماح للعاب بالخروج ولتمكينه من التنفس .
- يعض لسانه .
- لا تحاول إعطاؤه أي دواء أثناء النوبة ولا تحاول إيقاظه منها .
- تذكر دائماً أن المريض يكون بعد النوبة مرهقاً وخائفاً 000 حاول أن تهدى من روعه قدر استطاعتك .
- تذكر أن تسجيلك لحالة المريض أثناء النوبة ومدة النوبة نفسها مفيد للطبيب المعالج
*****
تشخيص الصرع
لكي يتم تشخيص الصرع لدى المصاب ، لابد أن تتكرر نوبات الصرع لأكثر من مرة في أوقات متقاربة ، ذلك أنه توجد فئة من الأشخاص يعانون من نوبة واحدة فقط أثناء حياتهم لا تتكرر . وعلى هذا لا يجب أن يكون هؤلاء الأشخاص ضمن هذا التشخيص .
وبما أن نوبات الصرع يمكن النظر إليها على أنها اضطراب مؤقت ومتكرر نتيجة لنشاط كهربائي مفرط في المخ ، يفضي إلى اضطراب في الوعي ، أو في الحركة ، أو في الإحساس ، أو في بعض الحواس سواء شمل الحواس الخمس كلها أو بعضها ، فإنه في الغالب لا يتذكر المصاب بالصرع ما حدث له بالفعل بعد انتهاء النوبة ، وهذا يعتمد على نوع الصرع سواء كانت النوبات عامة أو جزئية ، وكثيراً ما يساعد الطبيب ـ على تشخيص الحالة ـ من شاهد نوبة الصرع سواء من الوالدين أو الأقارب أو الأصدقاء ، وأن يذكر ترتيب الأحداث التي انتابت المصاب بالصرع من تغير في التصرفات وحركات أطراف الجسم . وقد يكون من الصعب لمن يشاهد النوبة للمرة الأولى ـ أن يتذكر التفاصيل لأنها قد تكون تجربة مخيفة .
ولعله من المهم أن نشير إلى بعض النقاط المفيدة التي يجب على من يشاهد أو من قدر له أن يرى هذا المنظر أن يركز عليها :
(1) التصرفات التي تصدر عن الشخص المصاب بالصرع سواء قبل أو بعد حدوث النوبة .
(2) درجة التغير في الوعي ، وهل الشخص فقد الوعي كلياً أو كان واعياً بعض الشيء .
(3) السقوط على الأرض هل كان فجائياً أو تدريجياً .
(4) حدوث التشنجات في الأطراف ، وترتيب حدوثها إن أمكن .
(5) خروج الدم أو الزبد من الفم .
(6) خروج البول أو البراز .
(7) إصابة المصاب بالصرع ببعض الجروح أو الكسور .
(
ما حدث بعد انتهاء النوبة : هل ذهب الشخص في نوم عميق أو قام مباشرة ، وكيف كانت حالته ، وهل حدثت نوبات أخرى أم لا .
ويرى طلعت الوزنة (1999 :200) أن هذه المعلومات تساعد الطبيب في الإجابة عن بعض الأسئلة التي تساعد على التشخيص ، فعن طريقها يمكن أن يحدد الطبيب ما يلي :
(1) هل هذه النوبة : نوبة صرعية أم تشنجات نفسية ؟
(2) هل هذه النوبة نتيجة لاضطراب في المخ ، أم نتيجة لإختلال في عملية الأيض ( التمثيل الغذائي أو عمليات الهدم والبناء في الجسم ) .
(3) هل هذه أول نوبة أم أن هذا الشخص سبق أن عانى من نوبات أخرى ، وكم عددها ، وما هو توقيتها ووصفها ؟ .
ذلك أن تشخيص الحالة يعتمد - غالباً - على المشاهدة والتاريخ المرضي بالدرجة الأولى ، إلا أن هناك بعض الفحوصات التي يجربها الطبيب لكي تساعد على التشخيص في حالة إيجابيتها ، ولكن في حال سلبيتها لا تلغيه ولا تنفيه ، كما في الفحوصات والاختبارات التالية :
(1) تحليل الدم الذي يوضح الحالة العامة للمريض .
(2) التخطيط الكهربائي للمخ وهو يقيس النشاط الكهربائي لقشرة الدماغ ، وهو عبارة عن أقطار توضع على فروة الرأس لتغطي تقريباً جميع الرأس لكي يتم التقاط النشاط الكهربائي ، ثم يقوم الجهاز بتكبيره ، وبعد ذلك تسجيله على ورقة الجهاز ، ويستغرق القياس مدة ، تتراوح بين 25 - 35 دقيقة ، ومعروف أن الرسام الكهربائي للمخ يسجل فقط النشاط الكهربائي في هذه الفترة القصيرة ، وكون أن نتيجة الفحص تأتي سلبية لا يعني خلو المصاب من الصرع ، إلا أن هناك نسبة قليلة من المصابين يحتفظون ببعض علامات النشاط الكهربائي المتعلق بالصرع خلال الفترة بين النوبات التي تؤكد التشخيص المبدئي الكلينيكي .
(3) الفحص بالرنين المغناطيسي ، وهو فحص دقيق يبين عدم وجود أو وجود بعض الأورام أو التجمعات الدموية ، أو الخراجات أو الحويصلات أو غير ذلك ، وهو الفحص الذي يتمتع بالدقة التي يمكن معها اكتشاف الأورام المتناهية في الصغر ، وكذلك التصلبات الصغيرة في المخ التي يمكن ألا تظهر في أشعة الكومبيوتر .
(4) الأشعة المقطعية بالكمبيوتر على الدماغ والتي بواسطتها يمكن أن يتم اكتشاف وجود أية أسباب عضوية في الدماغ تؤدي إلى حدوث نوبة الصرع .
تشخيص النوبة الصرعية الصغرى ( الصرع الخفيف ) :
يمكن اعتبار الصرع الخفيف - من الناحية الطبية - صرع عام أولى . ويصيب - عادة - الأطفال قبل سن المدرسة أو في السنوات الأولى من المدرسة الابتدائية ، وعند عمل تخطيط المخ الكهربائي أثناء النوبات ، يلاحظ وجود موجات كهربائية صادرة من جميع الأقطار المثبتة على جانبي الرأس في وقت واحد على شكل نتؤات وموجات ترددها 3 سيكل / الثانية .
وفيما يتعلق بتشخيص هذا النوع من الصرع ، فإن فقدان الوعي المميز له ، والمصحوب بالتغيرات الكهربائية الخاصة به في تخطيط المخ الكهربائي يجعل من السهل التعرف عليه وتشخيصه . وإذا كانت النوبة مصحوبة بأعراض تدل على وجود خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي أو مصحوبة بظهور نشاط حركي نفسي غير طبيعي ، فإن قد يكون من الصعب تمييزه من بين نوبات الصرع الأخرى وقد يكون هذا أمر حقيقي إذا كان هذا النوع من النوبات يستغرق فترة زمنية قصيرة جداً وفي المراحل الأولى من هذا المرض ، أي قبل تشخيص النوبات ، فإنه قد تحدث النوبات دون الانتباه إليها ، كما أن هذا النوع من النوبات قد يسبب بعض الصعوبات والمشكلات يتعلق بالدراسة مثل التأخر الدراسي ، ذلك أنه في الفصل الدراسي قد يسيء المعلم تفسير هذه النوبات ، على أنها نوع من عدم الانتباه أو كنوع من العصيان ، وارتكاب الأخطاء التي لا يسمح بها في الفصل من قبيل السلوك المزعج أو المثير ، ومن هنا قد تتسبب هذه النوبات في حدوث مشكلات للطفل .
ويمكن القول أنه في حال عدم إمكانية عمل تخطيط كهربائي للمخ ، فإنه يمكن للطبيب أن يستحضر أو يستثير هذه النوبات ، وذلك بإثارتها عن طريق زيادة معدل تنفس الطفل ، ويمكن له عمل ذلك بأن يطلب من الطفل أن ينفخ بقوة على قطعة صغيرة من الورق ـ أو ريشة طائر ـ بحيث يكون محافظاً على طيرانها في الهواء لمدة ثلاث دقائق . وهذه الطريقة من شأنها أن تزيد معدل التنفس لدي الطفل ، وبمرور ثلاث دقائق على هذا الوضع ، نجد أن النوبة تبدأ في ظهور . ولذلك يمكن تلخيص العلامات المميزة لهذه النوبات الصرعية في صورتها النمطية على النحو التالي :
(1) أن النوبات تظهر في تجمعات متتالية .
(2) أنه يمكن حساب مدد حدوث النوبات .
(3) أن بداية ظهور هذه النوبات يكون في مرحلة الطفولة .
(4) أن هناك نموذجاً خاصاً بها في التخطيط الكهربائي للمخ .
تشخيص الصرع الرولاندي
عادة ما يصاب بعض الأطفال فيما بين سن الرابعة وحتى سن العاشرة من العمر ، بنوبات تشنجية في الفم والحلق والبلعوم ، أو في نصف الوجه . ويمكن أن تكون هذه النوبات مصحوبة بنوبات تشنجية في عموم الجسم ، كما لا يبدو على الطفل المصاب أية علامات تدل على وجود مرض في المخ . وذلك عند القيام بفحص جهازه العصبي . وتتكون التغيرات الكهربائية في تخطيط المخ الكهربائي من نتوءات في المنطقة الصدغية المركزية .
وفيما يتعلق بتشخيص هذا النوع من النوبات الصرعية ، فإنها قد تحدث في الغالب نوبة أو عدة نوبات أثناء النوم أو عند الاستيقاظ . ومن الضروري سؤال الوالدين أو الطفل نفسه عن صدور أصوات بلعومية غريبة أو إحساسات مختلفة في اللسان أو صعوبة في الكلام ، أو سيلان اللعاب من الفم ، أو حدوث تقلصات عضلية مفاجئة حول منطقة الفم .
ومن الممكن أن توجد صعوبات في تمييز النوبات الصرعية الرولاندية عن النوبات الصرعية الجزئية المركبة ، وخاصة إذا اشتكى الطفل أو والديه من حدوث صعوبة في البلع أثناء النوبة ، ولكن حدوث نوبات مماثلة لدى بعض أفراد الأسرة يمكن أن يكون تأكيداً على وجود هذا النوع من الصرع . كما أن عمل تخطيط كهربائي للمخ ، أمر مهم جداً في عملية التشخيص ، حيث يبين التخطيط النتوءات الكهربائية في المنطقة الصدغية المركزية من المخ ، ولكن هذه النتوءات قد لا تظهر أحياناً لدى الأطفال الصغار عند عمل التخطيط الكهربائي للمخ بعد وقت قصير من بداية النوبة .
ويتعين أن يوضع في الاعتبار ونحن بصدد تشخيص الصرع الرولاندي أن هناك نتوءات كهربائية مماثلة قد تظهر في التخطيط الكهربائي للمخ في بعض حالات الإصابات العضوية للمخ ، من قبيل الشلل المخي ، أو النوع المصحوب بنوبات صرعية ، وكذلك في حالات التخلف العقلي ، والصداع النصفي ، ويمكن تشخيص هذه الأمراض بوجود علامات وأعراض مرضية تدل على وجود إصابة عضوية في المخ عن طريق فحص الطفل .
تشخيص الصرع العضلي الإرتجاجي المعجز عن الوقوف :
Myoclonic - astatic epilepsy
إن الصرع العضلي الارتجاجي المعجز عن الوقوف هو صرع عام ثانوي ، يبدأ في الطفولة الباكرة ( 3- 6 سنوات ) كنوبات قصيرة من فقدان الوعي مصحوبة بارتخاء مفاجئ أو زيادة مفاجئة في توتر العضلات . والمعالج قد يخطئ في تشخيص هذا النوع من الصرع ؛ لذلك يجب التمييز بين نوبات الصرع العضلي التي تسبب فقدان الوعي ، ومن هنا يمكن القول أن تخطيط المخ الكهربائي مهم جداً في تمييز هذه النوبات من نوبات الصرع الخفيف .
وبعض نوبات الصرع العضلي الارتجاجي تكون متفرقة ، حيث يتطلب تشخيصها عمل تسجيلات مطولة أي على فترات طويلة من الزمن لتخطيط المخ حتى يمكن الكشف عنها ، وذلك بالاستعانة بجهاز التسجيل ، والذي يوضع في جيب المريض لتسجيل نشاط المخ الكهربائي لمدة قد تصل إلى أكثر من أربع وعشرين ساعة ، ثم قراءتها على شاشة تليفزيونية .
تشخيص نوبات الصرع الصبياني العضلي الارتجاجي :
نوبات الصرع الصبياني العضلي الارتجاجي نوع من النوبات الصرعية يبدأ ظهورها فيما بين سن العاشرة وسن العشرين من العمر . وهي مرض وراثي يحدث نتيجة وجود اختلال في عملية التمثيل الغذائي ( الأيض ) ، تفضي إلى صرع عام أولي ، بحيث يبدأ في الظهور في سن المراهقة وهذا النوع من النوبات الصرعية يتميز بوجود أربعة أنواع مختلفة من النوبات هي :
(1) النوبات الارتجاجية التي تصيب العضلات في جانبي الجسم .
(2) نوبات الصرع العام الأولى .
(3) نوبات لا يملك المصاب فيها القدرة على الوقوف .
(4) نوبات من فقدان الوعي مثلما يحدث في النوبات الصرعية الصغرى
( الصرع الخفيف ) .
ويذكر سمير أبو مغلي وعبد الحافظ سلامة ( 2002 : 112 ) أنه من المهم جداً تشخيص هذا النوع الخاص والمميز من النوبات الصرعية ، وذلك من أجل البدء في العلاج الصحيح والوقاية من مشكلاته النفسية والاجتماعية .كما يجب الاستفسار من المصابين بنوبات الصرع العام الأولي ، أو من أولياء أمورهم أو ذويهم عن حدوث الارتجاجات العضلية في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم بوقت قصير ، ذلك أنهم نادراً ما يذكرون حدوثها من تلقاء أنفسهم . كما أن العوامل المثيرة ( المهيجة ) للتشنجات الناتجة عن الضغوط النفسية هي نفس العوامل التي تثير نوبات الصرع الصبياني العضلي الارتجاجي أيضاً ، ولكن حال التشنجات الناتجة عن الضغوط النفسية لا توجد ارتجاجات عضلية ، كما لا توجد التغيرات الكهربائية الدائمة الخاصة بنوبات الصرع الصبياني العضلي الارتجاجي .
وأما في حال نوبات الصرع الارتجاجي العضلي الوراثي المتقدم فيمكن ملاحظة وجود ارتجاجات عضلية غير متماثلة في جميع الأطراف وليست متشابهة ـ وتكون متزامنة - أي في نفس الوقت - مع وجود اختلال عقلي وتلف في جهاز التوازن والتنسيق الحركي بالمخ .
من كتاب - التقييم والتشخيص في التربية الخاصة
الأستاذ الدكتور عبد الرحمن سيد سليمان
الدكتور أشرف عبد الحميد
الدكتور إيهاب الببلاوي
حمية غذائية لعلاج الصرع عند الأطفال
نظام الحمية الكيتوجينك (الغذاء الكيتوني)
ماذا يقصد بنظام الحمية الكيتوجينك (الغذاء الكيتوني)
يقصد به غذاء يحتوي على نسبة عالية من الدهون, ونسبة كافية من البروتينات ونسبة قليلة من الكربوهيدرات.
بداية استخدام الغذاء الكيتوني
بدأت فكرة هذا الغذاء في العشرينات الميلادية ليشابه التغيرات الكيميائية الحيوية المصاحبة للجوع والحرمان من الطعام. حيث قد لوحظ أن الحرمان من الطعام والاعتماد فقط على الماء لمدة من عشرة إلى عشرين يوما يؤدي إلى تحسن كبير في حالات الصرع المستعصى.
فمثلاً في حالات مرض السكري لا يستفيد الجسم من السكريات ويتم حرق الدهون والتي تنتج بدورها المركبات الكيتونية, ولهذا فقد صمم غذاء يحتوي على نسبة قليلة من الكربوهيدرات لا تكفي لمد الجسم بالطاقة فيلجأ الجسم إلى حرق الدهون في الغذاء الكيتونى وتنتج مركبات كيتونية, ولقد ورد حديثاً أبحاث كثيرة تفيد أن مثل هذا النوع من الغذاء مفيد في بعض حالات الصرع المستعصى عند الأطفال.
دور الغذاء الكيتوني في علاج الصرع المستعصي
هناك دراسات عديدة سريريه أظهرت أن من 41% - 95% من الأطفال الذين عولجوا بهذا الغذاء تحسنت نسبة الصرع لديهم بنسبة أكثر من 50% هذا فيما بين عامي 1920 و 1930 م ولكن بعد ظهور دواء الفينوتوين وغيره قل استعمال الغذاء واعتمد الأطباء على أدوية الصرع. ثم عاد الاهتمام بهذا النوع من العلاج أي (الغذاء الكيتوني) في السنوات الأخيرة ففي عام 1998م أجريت دراسة على مراكز متعددة 150 طفلاً يعانون من الصرع المستعصي وعولجوا بالغذاء الكيتوني وقلت لديهم التشنجات. أثبت أن الغذاء الكيتوني عندما يستعمل بطريقة صحيحة فإن له تأثير جيدا على نسبة تحسن التشنجات.
مكونات الغذاء الكيتونى
هذا الغذاء محسوب بدقة ومصمم بطريقة معينة وموزونة وهو يتكون من:
" أربعة أجزاء من الدهون (زبده , قشطه , زيوت نباتية )
" جزء واحد بروتين وكربوهيرات (لحم أو فول +أرز أو بطاطس).
" سعرات حرارية محددة حسب حاجة المريض ووزنه ويقصد بها زيادة أو نقص الوزن حتى يصل المريض إلى الوزن النموذجي لعمره.
" فيتامينات وأملاح معدنية مضافة حتى يتجنب المريض فقدان هذه العناصر الهامة والإصابة بنقص الفيتامينات أو الأملاح .
هل هذا الغذاء متقبل من الأطفال ؟
يتقبل الأطفال هذا الغذاء وحتى الكبار يفضلونه لأنه سوف يسيطر على الصرع كما أنه جذاب ومشبع, الكيتونات عادة تسبب فقدان الشهية وقد استمر على هذا الغذاء العديد من الأطفال (وحوالي 83% استمروا على هذا الغذاء لمدة عام كامل).
أما أسباب عدم الاستمرار على هذا الغذاء فهي غالباً عدم حدوث سيطرة تامة على الصرع وهذا الغذاء عادة لا يوصف إلا للذين يعانون من الصرع المستعصى والذي فشلت في علاجه جميع أنواع أدوية الصرع.
وقد تمت أيضاً صياغة غذاء مناسب للأطفال الرضع يحتوي على الغذاء الكيتونى, بل وحتى النباتيين تم عمل صيغة غذائية مناسبة لهم وكذلك الأطفال الذين يعانون من حساسية حليب البقر.
مخاطر إصابة الأطفال المصابون بالصرع بالسمنة أو بتصلب الشرايين
حيث أن السعرات الحرارية في الغذاء الكيتوني محسوبة جيداً فإن الأطفال لن يتعدوا الوزن الطبيعي وإذا كان وزنهم فوق الطبيعي فسوف تكون السعرات الحرارية أقل بطبيعة الحال .
أما عن الكوليسترول وتصلب الشرايين فقد وجد أن هؤلاء الأطفال يعانون من ارتفاع الكوليسترول إلى معدل مستوى 210 ونتائج هذه الزيادة الطفيفة أقل من خطر التشنجات المتكررة.
آلية عمل هذا الغذاء في علاج الصرع المستعصي
الآلية الدقيقة غير معروفة حتى الآن ولكن وجد أن هناك نسبة طرديه بين زيادة الكيتونات في الدم مثل بيتاهيدروكس وبيوتاريت ونسبة تحسن الصرع والحد الأدنى لهذه المادة في الدم ينبغي أن يكون على الأقل 4 مم , وهذا يحدث الحموضة والجفاف اللازمين للسيطرة على الصرع.
مدة الاستمرار على هذه الحمية الغذائية
أقل مدة 3 أشهر وإذا رغب الأهل ترك هذا الغذاء فيتم ذلك بالتدريج من القشدة إلى الحليب العادي , ثم إلى حليب منزوع الدسم وهكذا وأطول مدة استمر طفل على هذه الحمية الغذائية وصلت خمسة عشر شهرا وبدون أضرار تذكر.
العلاقة بين نظام الحمية وأدوية علاج الصرع
74% أي أكثر من النصف من الأطفال استطاعوا تقليل الأدوية وبعضهم استغنى عن العلاج بالأدوية تماماً.
الحالات التي تستعمل الحمية
فقط في حالات الصرع المستعصي عندما تفشل الأدوية
الأضرار الناتجة عن استخدام الحمية الكيتوجينك (الغذاء الكيتوني)
تتلخص أهم الآثار السلبية للحمية الغذائية في الأمور التالية علماً أنها لا تحدث عند كل الأطفال ومن الممكن تلافي هذه الآثار إذا استعملت الحمية تحت إشراف طبيب مختص وفي حالات معينة وهى حالات الصرع المستعصى الذي لا يستجيب للعلاج الدوائي :
" نقص الأملاح والفيتامينات والمعادن
" حصى الكلى 10% من الأطفال
" السمنة عند الأطفال وزيادة الكوليسترول
" حموضة الدم