محاولة اغتيال معمر القدافي في ليبيا
نفت مصادر مقرَّبة من العقيد الليبي معمر القذافي أن يكون مختبئًا في أحد مستشفيات العاصمة الليبية طرابلس، وذلك عقب تقارير ذكرت أن القذافي اضطر إلى تغيير برنامجه اليومي وعاداته التقليدية وهو يتحرَّى الهرب من ملاحقة قوات (الناتو) التي تسعى لاستهدافه.
وأكَّد مسئول ليبي بارز على أنه لا أحد يعرف مكان الوجود الحقيقي للقذافي باستثناء مجموعة محدودة من كبار مساعديه ومعاونيه، مشيرًا إلى أن القذافي يستخدم خطوط اتصالات هاتفية مؤمنة ضد التنصت لإجراء بعض المكالمات الهاتفية بين الحين والآخر.
وأضاف المسئول لصحيفة "الشرق الأوسط": هناك مساعٍ مكثفة لرصد مكان الرئيس الليبي؛ حيث إنه لا يستخدم الهاتف إلا نادرًا وبشكلٍ محدودٍ فقط عند الضرورة"، مشيرًا إلى أن القذافي لم يفقد هذه الاتصالات مع جميع القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية له.
وأوْضَح أن القذافي يتابع عن كثبٍ وبشكل دقيق تطورات الوضع السياسي والعمليات العسكرية، وأنه على اتصال بجميع مساعديه بطُرُقٍ لا يمكن الكشف عنها خوفًا على حياته.
وأكَّد المسئول أنه تَمّ اكتشاف عدة محاولات سرية لاغتيال القذافي على مدى الأسابيع القليلة التي تلت الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مختلف المدن الليبية اعتبارًا من السابع عشر من شهر فبراير الماضي، قائلاً: "لأسباب كثيرة لم نعلن عن هذه المحاولات التي تورّطت فيها أجهزة مخابرات أجنبية بالتعاون مع عملاء محليين- على حد وصفه".
وأوضح أن الحراس الشخصيين المرافقين للقذافي أحبطوا على الأقل محاولتين، إحداهما وقعت منتصف الشهر الماضي لكنه رفض الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.
من جانبها، تسعى عدة أجهزة مخابرات من بين دول التحالف الغربي الذي يُسانِد الثوار المناهضين للقذافي إلى تحديد مكان إقامة العقيد الليبي الذي لم يعد يظهر كثيرًا، مما دفع البعض إلى إطلاق تكهنات برهنت الأحداث التالية على عدم صحتها، سواء بشأن تعرُّضه للإصابة أو لوعكة صحية.
ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع لم يدلِّ القذافي بأي خطاب جماهيري أمام مؤيديه المحتشدين في الساحة الخضراء بالعاصمة الليبية طرابلس وعلى مقربة من مقر إقامته في ثكنة باب العزيزية المحصنة.
وسخرت المصادر الليبية من عجز أجهزة المخابرات الأجنبية رغم تقدمها التقني واستخدامها لعملاء محليين عن تحديد مكان إقامة القذافي بشكل دقيق بعد نحو ثلاثة أشهر من الانتفاضة الشعبية ضده.
وعلى الرغم من اعتراف السلطات الليبية بوجود عيون تعمل لصالح حلف الناتو داخل العاصمة طرابلس، فإنَّها قالت في المقابل: إن هذه العيون لا تقدم معلومات دقيقة؛ لأنها ببساطة ليست من الدائرة القريبة والمحيطة بالقذافي.