معركة العشيرة أو غزوة العشيرة، ويقال العشيراء، خرج رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بنفسه في خمسين ومائة راكب، وقيل في مائتين، في جمادى الأولى.
قال ابن إسحاق: فسلك على نقب بني دينار، ثمّ على فيفاء الخبار، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها: ذات السّاق، فصلّى عندها. فثمّ مسجده، صلّى الله عليه وسلّم، وصنع له عندها طعام، فأكل منه، وأكل النّاس معه، فموضع أثافي البرمة معلوم هناك، واستقي له من ماء به، يقال له: المشترب، ثمّ ارتحل رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فترك الخلائق بيسار، وسلك شعبة يقال لها: شعبة عبد الله، وذلك اسمها اليوم، ثمّ صبّ لليسار حتّى هبط يليل، فنزل بمجتمعه ومجتمع الضبوعة، واستقى من بئر بالضبوعة، ثمّ سلك الفرش: فرش ملل، حتّى لقي الطريق بصحيرات اليمام، ثمّ اعتدل به الطريق، حتّى نزل العشيرة من بطن ينبع. فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادى الأخرى، ودعا فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كَيْدًا.