غزوة غطفان
بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن بني ثعلبة و محارب من غطفان تجمعوا برياسة رئيس منهم اسمه دعثور ، يريدون الغارة على المدينة ، فأراد عليه الصلاة و السلام أن يغل أيديهم كيلا يتمكنوا من هذا الاعتداء ، فخرج إليهم من المدينة في أربعمائة وخمسين رجلا لاثنتي عشرة ليلة مضت منربيع الأول السنة الثالثة للهجرة ، و خلف على المدينة عثمان بن عفان
و لما سمعوا بسير رسول الله صلى الله عليه و سلم هربوا إلى رؤوس الجبال ، و لم يزل المسلمون سائرين حتى وصلوا ماء يسمى ذا أَمَر ، فعسكروا به ، و حدث أنه عليه الصلاة و السلام نزع ثوبه يجففه من مطر بلله و ارتاح تحت شجرة والمسلمون متفرقون ، فأبصر دعثور فأقبل إليه بسيفه حتى وقف على رأسه ، و قال : من يمنعك مني يا محمد ؟ فقال : " الله " ، فأدركت الرجل هيبة و رعب أسقطا السيف من يده ، فتناوله عليه الصلاة و السلام ، و قال لدعثور : " من يمنعك مني ؟ " قال : لا أحد
فعفا عنه فأسلم الرجل ، و دعا قومه للإسلام ، و حول الله قلبه من عداوة رسول الله ، و جمع الناس لحربه إلى محبته و جمع الناس له ،
" ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " المائدة 54
و هذا ما ينتجه حسن المعاملة و البعد عن الفظاظة وغلظ القلب
" فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر "
آل عمران 159