خامس عشر حرب لرسول (ص)

غزوة بدر الصغرى



التمهيد

ما هو سبب هذه الغزوة ؟
كيف حاول اليهود إرعاب المسلمين في هذه الغزوة ؟
ما هي نتيجة هذه الغزوة ؟





سبب المعركة :
لما أراد أبو سفيان أن ينصرف يوم ( أُحد ) نادى : موعدنا وموعدكم بدر الصفراء العام القادم نلتقي فيه فنقتتل .
ولهذا أمر رسول الله (ص) المسلمين بأن يتهيأوا للدفاع عن أنفسهم وقد مرّ على واقعة أحد عام واحد .
وكان أبو سفيان يريد بذلك الانتقام لقتلى بدر في المكان الذي قُتلوا فيه ، وفي الموعد المذكور جمع النبي (ص) أصحابه وخرج في ألف وخمسمائة من المقاتلين واستخلف على المدينة عبد الله بن رواحة ، وأعطى لوائه لعلي عليه السلام .


معرفة أبي سفيان بوضع المسلمين :
كان أبو سفيان يرأس قريش وكان همه الخروج إلى رسول الله (ص) في الموعد الذي أخبر به لمقاتلة المسلمين ، واتفق أن قدِم مكة في تلك الأيام ( نعيم بن مسعود ) الذي كان صديقاً لأبي سفيان فجاءه أبو سفيان وقال له : إني وعدت محمداً وأصحابه يوم أحد أن نلتقي نحن وهو ببدر الصفراء على رأس الحول ، وقد جاء ذلك ولا يصلح أن نخرج إليه هذا العام
فقال نعيم : ما أقدمني إلا ما رأيت محمداً وأصحابه يصنعون من إعداد الأسلحة وقد تجلّب إليه حلفاء الأوس ، فتركتُ المدينة أمس وهي كالرمانة .
فزاد ذلك من خوف أبي سفيان وتقرر أن يعود نعيم إلى المدينة ويحذر المسلمين من الخروج للموعد ، ويُخذّلهم .


نعيم يحاول إرعاب المسلمين :
عاد نعيم إلى المدينة لإرعاب المسلمين وتخويفهم من الخروج إلى أبي سفيان إلاّ أن كلامه لم يترك أي أثر في نفس رسول الله (ص) مع أصحابه فخرج (ص) في الف وخمسمائة مقاتل من أصحابه ، وقد خرجوا ببضائع لهم ، وتجارات حتى انتهوا إلى بدر وقام السوق السنوي هناك فباعوا واشتروا في موسم بدر وربحوا كثيراً ثم تفرق الناس ، ولكن النبي (ص) وأصحابه بقوا هناك ثمانية أيام ينتظرون أبا سفيان وجيشه .
فلما بلغت أنباء خروج رسول الله (ص) وأصحابه إلى بدر ، خرج أبو سفيان من مكة في ألفين من المشركين ومضى حتى انتهى إلى ( مر الظهران ) وكان متخوفاً من لقاء المسلمين واضعاً في حسابه معركة بدر الكبرى ونتائجها ، فجمع أصحابه ونادى فيهم : أن هذا العام عام جدب لا يصلح لنا الخروج في مثله ، ولا يصلح لكم إلاّ عام خصيب ترعون فيه أنعامكم وتشربون ألبانها ، فرجع بهم إلى مكة فسماهم أهل مكة ( جيش السويق ) يعنون بذلك أنهم خرجوا لأكل السويق لا للحرب .


نصر المسلمين :
لما يئس النبي (ص) من ملاقاة قريش وعلم برجوعهم إلى مكة رجع بمن معه إلى المدينة مستريحاً إلى هذا النصر الذي أعاد للمسلمين شيئاً من هيبتهم التي فقدوها في معركتهم مع المشركين في أحد .
وبمناسبة هذه الغزوة أنزل الله سبحانه وتعالى الآيات التالية :
(الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ(172)الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(173)فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ(174)إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(175)) آل عمران